بطولات الجيش المصري بعيون إسرائيلية في "برلين" و"كان" ..تعرف عليها 

الرصيف
الرصيف

 

ليست الصدفة وراء عرض فيلمين إسرائيليين هذا العام عن انتصارات الجيش المصري على إسرائيل، فبعد مرور 50 عاما على حرب أكتوبر لا زالت اللغة الإعلامية العبرية تمارس هوايتها في التزييف وقلب الحقائق، لا زالت تسعى جاهدة لتبييض وجهها أمام العالم وإيجاد دوافع لتراجع جنودها عن أرض الفيروز، لا تزال كواليس الأسبوعين الأكثر ظلامية في تاريخ الكيان الصهيوني كابوسا يؤرقه، لذا يحكم قبضته على صناع السينما من أبنائه حتى لا يجدون طريقا لتقديم صورة حقيقية للحرب، إلا أن هذا لم يقف حائلا أمام البعض ممن أفلتوا تلك القبضة ونندوا بجرائمهم في محافل دولية. 

فقد عرض منذ شهرين الفيلم الإسرائيلي"الرصيف" تجاريا ويروي تفاصيل حرب "يوم كيبور"، وهي التسمية العبرية لحرب السادس من أكتوبر عام 1973، التي منيت فيها تل أبيب بهزيمة مذلة على يد الجيش المصري والسوري بالسلاح السوفيتي، كما تكشف مشاهد الفيلم عن تزايد عدد الجرحى الإسرائيليين داخل القبو الذي تعرض للقصف المصري وتناقص مخزون الأدوية وتم اقتباس اسم الفيلم من موقع عسكري يحمل اسم "الرصيف"، كان على جبهة القتال المطلة على قناة السويس، حيث كان بمثابة المعقل الجنوبي في خط بارليف، وتم إنشاؤه على طول قناة السويس بعد حرب 1973. 

كما سبقه عرض فيلم "صورة النصر" للمخرج آفي نيشر، الذي تحدث عن سقوط "نيتسانيم" في حرب 1948 وهي مستوطنة تقع بين أسدود وعسقلان المحتلتان، وقدم خيار الاستسلام للجيش المصري خلال هذه المعركة على أنه عمل بطولي، وعلى الرغم من أن الأحداث التي وصفها وقعت عام 1948 ، إلا أنه يمكن ربطها بالموجة الحالية من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الإسرائيلية التي تتناول الحرب الصادمة التي حدثت بعد 25 عاما من حرب 48. 

كما عرض هذ العام أيضا فيلم "جولدا" في مهرجان كان السينمائي، ويجسد السيرة الذاتية لرئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير خلال الأيام الأربعة عشر لحرب أكتوبر، وتعرض لانتقاد عربي وعالمي كبير فور عرضه لتزويره حقائقا عاصرها وتابعها الكثيرون، كما اجتهد صانعه لتبييض ساحة جولدا أمام العالم بالتركيز على إنسانيتها لا دمويتها، إلا أن العامل المشترك بين تلك الأفلام هو الهزيمة التي لحقت بإسرائيل، وتفاصيل الأيام الأولى للحرب وحالة الصدمة التي تلقتها إسرائيل في الساعات الأولى للمعركة. 

كما عرض الفيلم الأردني الفلسطيني "فرحة" للمخرجة دارين سلام في مهرجان تورنتو وبالم سبرنجز وغيرها وأثار غضب إسرائيل، لأنه يعرض وجهة النظر التي يخفيها الصهاينة عن العالم طوال عقود، عن عائلات قتلت بالكامل وأخرى تم تهجيرها وتشتت أهلها في البقاع، والسكان الذين هربوا على الأقدام حتى حدود البلاد العربية المجاورة، ليصبحوا لاجئين على بعد كيلومترات قليلة من أرضهم الأم. 

فقد فاز المخرج الإسرائيلي ناداف بيد وفيلمه "مرادفات" بجائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي منذ خمس سنوات، الفيلم إنتاج فرنسي إسرائيلي ألماني مشترك، عن شاب إسرائيلي يحاول التنصل من أصوله ليصبح فرنسيا بعد انتقاله إلى باريس، فتكون بدايته تعلم اللغة الفرنسية، ويعد من أفلام السيرة الذاتية التي تؤرخ لمخرجه مرحلة انتقاله في بداية الألفية من إسرائيل إلى فرنسا، ونال انتقادات واسعة في بلاده واعتبرها البعض فضيحة خاصة وأن ناداف رفض التحدث بالعبرية في المؤتمر الذي عقد عقب عرض فيلمه. 

أيضا فيلم "مفرق 48" نال جائزة الجمهور من مهرجان برلين السينمائي، ويروي قصة حب تجمع شابا وفتاة فلسطينيين يعيشان في بلدة اللد، التي تحولت بعد النكبة إلى مدينة مختلطة بين اليهود والعرب، لكن الأحياء العربية فيها تعاني الفقر و التهميش، ويجسد دور البطولة في الفيلم مغني الراب تامر نفار، واستخدم الفيلم أغاني الراب في تعبير عن رفض القمع الإسرائيلي، والآفات الاجتماعية في مدينتهم مثل البطالة وتعاطي المخدرات، وعرض الفيلم للمرة الأولى في إسرائيل على جمهور مدن اللد ويافا والرملة، وهي من المدن المختلطة في البلاد، ويرى مخرج الفيلم آلوني أن شريحة فلسطينيي 48 مهمة في المجتمع الإسرائيلي، وعلى الجميع أن يكون مطلعا على ما تعانيه، ويتبنى ألوني آراء معارضة للسياسات التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. 

 

ترشيحاتنا